Categories
الصفحة الترحيبية ومَضَـات منهَجيَّة

ومضات منهجية (6)

عَلمَانيَّـة الحُكم فِي بِلاد المُسلِمين

    تعني علمانية الحكم إقصاء الشَّريعة الإسلامية واستبدالها بالقوانين الوضعية والأنظمة الجاهلية في الفصل في القضايا وفض النزاعات ودرء الخصومات ورد الحقوق الى أهلها. لأن المُستَعمِر الأوربي الصهيوني لمَّا عَجِز عن مُنازَلة المسلمين في الميدان فيما يُعرف بالحروب الصليبية لجأ إلى اسلوب آخر من الحرب ، وهو تدمير الاسلام في عقول أبنائه، والحرب حينئذ ليس ميدانها الأرض بل الأدمغة. وليس سلاحها السُّيوف والأسلحةالحديثة المُدمِّرة ، وإنما الفكر والثقافة. وليس جيوشها الأساطيل والفُرُق البَحرية ، بل المؤسسات والمناهج في بلاد المسلمين. وباستِقرَاء التاريخ نَجِد أنَّ أول ما صنعه الأنجليز في الهند إقصاء الشريعة الاسلامية واستبدالها بالقوانين الانجليزية، وأوَّل ما صنعه أذناب المُستعمر اليهودي الصهيوني في تركيا اقصاء الشريعة الاسلامية وإعلان (تركيا)(لادينية)، بقيادة(كمال اتاتورك)، وأول ما صنعه (نابليون بونابرت) في مصر اقصاء الشريعة الاسلامية واستبدالها بالقوانين الفرنسية، وأوَّل ما صنعه المُستَعمر في السودان فصل الدِّين الاسلامي عن السياسة وحَصرُهُ في الخلاوي والمَعَاهِد الدينية والجامعة الاسلامية والمساجد ، وكأنَّ الاسلام لا صِلَة له بسياسة الدولة، بل السياسة هي الإصلاح ، كما ذَكَرَ الامام(الماوردي) في كتابه القيِّم في موضوعه(الأحكام السلطانية). فالإسلام هو الإصلاح بكل معانيه ومراميه.

        فالدعوة لإقصاء الشريعة عن دوائر الحكم والسياسة لهي امتداد للحملة الغربية المسعورة المأجورة عبر المستشرقين والمبشرين لضرب الاسلام في أدمغة أبنائِهِ يجب التصدي لها بمنهاج النُبوَّة والدعوة الى العقيدة الصحيحة وبيان ما يُضَادّها من العقائد الفاسدة والمناهج الباطلة. بالحِكمَة الرَّبانية دون عُنف أو طَيْش أو تهوُّر أو الخروج عن منهاج الأنبياء ، لأن النَّصر آتٍ آت ، طال الأمَدُ ام قَصُر . قال الله عزو جل (وان جندنا لهم الغالبون)الصافات(173).

   يقول الله عز وجل:

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ{52}    ـــــ  سورة المائدة

.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *